جددت عصابات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحاماتها الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك وسط حراسات معززة ومشددة من قوات الاحتلال في مشهد جديد يذكر بشرارة انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة قبل 16 عاماً.
وأفادت التقارير الإخبارية الواردة من القدس المحتلة بأن عشرات المستوطنين الصهاينة اقتحموا باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حماية معززة من قوات الاحتلال.
كما أقدم مستوطنون صهاينة مساء اليوم على تدنيس قرية خربة الشجرة الأثرية التي تقع شمال بلدة سلفيت المقدسية وسط تحذيرات شخصيات فلسطينية واهلية من مخططات ممنهجة ينفذها مستوطنون لتهويد مدينة القدس المحتلة والمدن والبلدات المحيطة بها.
وعزلت سلطات الاحتلال القرية الأثرية بالكامل والتي تحتوي على آثار قديمة من آبار وبيوت وطرق وحجارة ضخمة ما يخالف القانون الدولي الإنساني.
وتأتي هذه التحركات الاستفزازية الجديدة في يوم انطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى المباركة التي أعادت للشعب الفلسطيني كرامته ووجوده والتي هب فيها الفلسطينيون بكل فئاتهم ومكوناتهم مسجلين إحدى أهم صفحات التضحية والنضال دفاعاً عن الوطن ومقدساته.
ففي مثل هذا اليوم قبل 16 عاماً أقدم  رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي ارئيل شارون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك وسط حراسات مشددة ومدججة بالسلاح مكونة من 3000  جندي ما أدى لاندلاع انتفاضة الأقصى المباركة أو الانتفاضة الثانية قدم خلالها الفلسطينيون على امتداد خمس سنوات مآثر بالتضحية والنضال دفاعاً عن حريتهم ومقدساتهم حيث تسابق المقدسيون والفلسطينيون في باقي مدن الضفة الغربية وقطاع غزة للدفاع عن أرضهم وعمت المظاهرات مختلف المدن الفلسطينية .
وثأر المقدسيون بانتفاضتهم من الكيان الإسرائيلي لتدنيسه أولى القبلتين وثالث أقدس مكان للمسلمين في العالم ورغم أن آثار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين كانت كبيرة في انتفاضة الأقصى مع ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى منهم لكن خسائر كيان الاحتلال الإسرائيلي لم تكن بالقليلة وبلغت الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية أكثر من ملياري دولار بالإضافة إلى العمليات الاستشهادية التي هزت عمق الكيان الإسرائيلي وكبدته خسائر بشرية فادحة.
ويشكل انطلاق الانتفاضات الفلسطينية مرة تلو الأخرى إعلاناً من الشعب الفلسطيني أنه صاحب المبادرة والبوصلة في الدفاع عن ارضه ومقدساته ومقاومة الاحتلال ورفضاً له في كل مناسبة.
وبين انتفاضة الأقصى واليوم تاريخ طويل بالانتهاكات الإسرائيلية حيث يحذر الفلسطينيون والخبراء من عواقب مواصلة حكومة الاحتلال الإسرائيلي سياستها غير المسؤولة وتقييدها حرية المواطنين الفلسطينيين في الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك واستمرارها بالسماح للمستوطنين باقتحام باحات المسجد وممارسة أعمال عربدة وطقوس على نحو يثير مشاعر الفلسطينيين وخاصة في مثل هذه الأيام.
ومع رحيل المجرم شارون والإرهابي الآخر مهندس مجازر الاحتلال الإسرائيلي شمعون بيريز يؤكد الفلسطينيون يوماً بعد يوم استمرار مقاومتهم للاحتلال لتبقى قضية فلسطين خالدة بمقاومتها وانصارها والدول الداعمة لها.