أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو أن سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان “الطائشة على الصعيدين الداخلي والخارجي خلقت لتركيا والمنطقة مشاكل خطيرة جدا” موضحا أن اردوغان ومن خلال تصرفاته لن يغير من هذه السياسات، وقال كيليتشدار اوغلو في كلمة له خلال اجتماع قيادات تنظيمات حزب الشعب الجمهوري من جميع المحافظات التركية إن “أردوغان لم ولن يستخلص الدروس من كل ما عاشته المنطقة بفضل سياساته الخطيرة” مشيرا إلى أن الدليل على ذلك هو حديثه عن تدخلات جديدة
في كل من سورية والعراق وكأن المنطقة بأكملها ملك له.
وأشار كيليتشدار اوغلو إلى أن على اردوغان أن يعي جيدا أن من تحالف معهم ودعمهم في سورية هم مجموعة من المرتزقة الذين اثبتوا فشلهم كما أثبتوا أنه لا فرق بينهم وبين “جبهة النصرة” أو “داعش” وباقي التنظيمات الإرهابية التي دعمها نظامه منذ بداية الأزمة في سورية.
ولفت كيليتشدار اوغلو إلى أن اردوغان استغل محاولة الانقلاب الأخيرة التي شهدتها تركيا منتصف تموز الماضي لإحكام سيطرته على جميع مؤسسات ومرافق الدولة وخاصة الجيش والقضاء وليصبح الحاكم المطلق للبلاد مبينا “أن أردوغان اعترف بأنه يستفيد من حالة الطوارئ المعلنة في البلاد للقضاء على كل معارضيه تحت شعار التخلص من أتباع فتح الله غولن”.
وفي سياق متصل أكد الصحفي التركي محمد علي غولار أن فشل اردوغان في تنفيذ مخططاته في سورية أفقده صوابه مشيرا إلى أن تركيا ستجد نفسها في موقف صعب أن استمر النظام الحالي في تحالفاته مع التنظيمات الإرهابية في سورية ومنها “جبهة النصرة” كما سبق وتحالف مع الموالين لتنظيم “داعش” في العراق.
وبين غولار في حديث لقناة الشعب التركية أن سورية شكلت العائق الأساسي الذي أفشل كل مشاريع رئيس النظام التركي في المنطقة وقضت على أحلامه في عودة الامبراطورية العثمانية.
وعبر غولار عن استغرابه من تخصيص معظم خطاب اردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لموضوع الداعية فتح الله غولن ومناشدته العالم محاربته ورأى أن غولن كان حليفا لأردوغان في كل مشاريعه ومخططاته سواء في الداخل التركي أو في سورية ودول الجوار.
وكان غولن أكد أمس أن اردوغان خطط منذ سنوات طويلة لمحاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في تموز الماضي مشيرا إلى أن أردوغان استخدم محاولة الانقلاب لتعزيز قبضته على السلطة من خلال عزل واعتقال المعارضين لنظامه بحجة تورطهم في الانقلاب.