نشرت صحيفة جمهورييت التركية اليوم تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية بين ضباط رفيعي المستوى في نظام رجب أردوغان مكلفين بحماية الحدود التركية ومتزعم في تنظيم “داعش” الإرهابي متورط بنقل المتفجرات الى تركيا للتنسيق بين الجانبين حول تمرير إرهابيين ومعدات عسكرية إلى التنظيمات الارهابية في سورية .

وأوضحت الصحيفة ان التسجيلات تكشف أن ضباطا أتراكا رفيعي المستوى أجروا اتصالات هاتفية ولقاءات مباشرة مع الارهابي المدعو مصطفى دمير المسوءول عن تنظيم عمليات التسلل إلى سورية عبر الحدود التركية والذي اتهمته النيابة العامة التركية نفسها بتنسيق عمليات نقل المتفجرات إلى تركيا إضافة إلى ارتباطه بعلاقات وثيقة مع الارهابي إلهامي باللي الذي أعطى تعليمات بتنفيذ تفجير أنقرة في العاشر من تشرين الأول الماضي والذي اودى بحياة أكثر من 100 شخص .

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاتصالات ألحقت بملف القضية الخاص بمحاكمة اشخاص متهمين بالعضوية في تنظيم “داعش” الارهابي موضحة أن النيابة العامة التركية أمرت بالتنصت على مكالمات هاتفية لكشف علاقات وارتباطات عناصر “داعش” في تركيا عقب إبلاغ ستة مواطنين أتراك عن إلتحاق أقاربهم بهذا التنظيم فأمرت بالتنصت على 19 شخصا يشتبه في تورطهم بتجنيد الاشخاص المفقودين المبلغ عنهم .

وقالت الصحيفة إن النائب العام دردا كوكتشه فتح تحقيقا ضد 27 شخصا يشتبه بعضويتهم في تنظيم “داعش” الإرهابي بينهم مصطفى دمير الذي مازال موجودا في سورية والهامي باللي ولكنه أحال التحقيق إلى النيابة العامة العسكرية التي نفت إجراء اتصالات هاتفية بين عناصر تنظيم “داعش” والضباط الأتراك زاعمة أن الاتصالات جرت بين مهربين في اطار أعمال التهريب.

وأكدت الصحيفة أن الوثائق التي حصلت عليها تثبت أن الإرهابي مصطفى دمير اجرى تصالات هاتفية ولقاءات مباشرة عدة مع ضباط أتراك حسب ما كشفته التسجيلات الصوتية للمكالمات الهاتفية المدرجة ضمن ملف التحقيق كما تثبت هذه التسجيلات الصوتية التعاون والتنسيق بين الضباط الاتراك المكلفين بحماية الحدود التركية وإرهابيي “داعش” وخصوصا أنها كشفت أن الارهابي دمير كان يجمع الاموال من المهربين تحت غطاء “الزكاة” وينسق مع الجنود الاتراك لعبور الإرهابيين إلى سورية.

يشار إلى أن صحيفة جمهورييت سبق ونشرت فيديوهات توثق ضبط سيارات تابعة لجهاز المخابرات التركي كانت تنقل أسلحة ومعدات عسكرية للتنظيمات الارهابية وهو ما دفع نظام أردوغان إلى ملاحقة وكلاء النيابة ورجال الشرطة المسوءولين عن توقيف هذه الشاحنات وسجنهم وطردهم من مناصبهم بتهمة “الخيانة” إضافة إلى ملاحقة صحيفة جمهورييت وتوقيف عدد من مسؤوليها وذلك للتغطية على ما يقوم به من دعم وتمويل وتسليح للتنظيمات الارهابية في سورية.

من جهة ثانية اعتدت شرطة اردوغان على متظاهرين في محافظة أرتفين شمال تركيا مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم خلال تجمعهم للاحتجاج على مشروع بناء منجم للذهب في منطقة جرات تبه ما أسفر عن اصابة 26 شخصا أحدهم في حالة خطرة .

وقالت صحيفة جمهورييت إن شرطة أردوغان قمعت أمس متظاهرين اغلبيتهم من النساء خرجوا لمنع بناء منجم للذهب من قبل رجل الاعمال محمد جنكيز المحسوب على نظام أردوغان في منطقتهم لافتة إلى اصابة مراسلة صحيفة بيرجون بجروح.

وكانت صحيفة يورت أكدت أن محضر المحكمة ينص على أن مشروع بناء منجم للذهب في منطقة جرات تبه بمحافظة أرتفين يقتضي قطع نحو 50 ألفا و300 شجرة كما يشير إلى ان المشروع ينفذ في منطقة حرجية تعود ملكيتها للدولة وهو ما ينفي مزاعم شركة جنكيز القابضة بأنه سيتم قطع 3 آلاف و500 شجرة فقط في اطار المشروع.

وشهدت محافظات اضنة وكوجالي وبورصة وتشوروم التركية أمس مظاهرات احتجاجية منددة باعتداءات شرطة اردوغان على سكان ارتفين المناهضين لبناء منجم للذهب في منطقتهم.