توفي المفكر والكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل عن عمر يناهز الـ 93 عاما.

وكان هيكل نقل إلى المشفى قبل ثلاثة أسابيع لتلقي العلاج بعد تعرضه لأزمة صحية حادة وبقي فيها إلى حين إعلان وفاته.

ولد هيكل في عام 1923 في قرية باسوس بمحافظة القليوبية وأحب مهنة الصحافة منذ صغره ودخل الجامعة الأميركية في القاهرة وعمل في مجلة المصريين الناطقة باللغة الإنكليزية عام 1942 كصحفي تحت التمرين بقسم المحليات.

وساهم في تغطية أحداث معركة العلمين الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية إضافة إلى العديد من المواضع الداخلية بطريقة أثارت إعجاب الكثيرين وتنقل بعدها بين مجلات وصحف روز اليوسف وآخر ساعة وأخبار اليوم والأهرام.

وكان هيكل أكثر الصحفيين قربا إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد نجاح ثورة 23 تموز عام 1952 وأصبح المتحدث الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار وفي العام 1957 عين رئيس تحرير لجريدة الأهرام وفي العام 1970 عين وزيرا للإرشاد القومي وبعدها قرر التفرغ للكتابة الصحفية.

ونشر هيكل بعد ذلك عشرات الكتب والمقالات الصحفية وأجرى عشرات المقابلات مع العديد من الزعماء والقادة وترجمت كتبه إلى عشرات اللغات.

واعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفي في عام 2003 بعد أن أتم عامه الثمانين لكنه واصل العطاء الصحفي عبر مقالات متفرقة وتقديم حلقات تلفزيونية للفضائيات العربية والمصرية تحدث فيها عن مجرى أحداث القرن برؤيته التحليلية الثاقبة.

وآخر سلسلة مقابلات يجريها هيكل كانت مع قناة سي بي سي المصرية وقال في الحلقة الأخيرة قبل مرضه بنحو شهر إن مصر أخطأت بحق سورية لأنها تخلت عنها وتركتها وحدها في مواجهة ما تتعرض له بدل أن تكون إلى جانبها مشيرا إلى أن منطقة المشرق العربي وقلبه سورية معرضة لخطر كبير جدا ناتج عن مطامع “إسرائيل”.

ويعتبر هيكل من المساهمين بقوة في توثيق تاريخ مصر الحديث ومنح العديد من الجوائز وأطلقت عليه العديد من الألقاب ولكنه كان يفضل لقب الصحفي وكانت كتابته تنضح بروح القومية العربية حيث وثق عصر صعود المشروع القومي العربي وأحداث حرب تشرين التحريرية والأحداث والتقلبات السياسية الضخمة في المنطقة والعالم.

وهيكل متزوج ولديه ثلاثة أولاد.